أميركا تؤكد دعم السلطة الانتقالية في مصر[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وزير الخارجية الأميركي كيري يجتمع بالرئيس المصري المؤقت منصور في القاهرة (ا ف ب)
القاهرة - وكالات - اكد وزير الخارجية الاميركي جون كيري أمس ان بلاده عازمة على مواصلة العمل مع السلطة الانتقالية في مصر في اول زيارة يقوم بها الى الحليف العربي المهم للولايات المتحدة منذ اطاحة الرئيس الاسلامي محمد مرسي.
ووصل كيري الى القاهرة ظهرا عشية بدء محاكمة رئيس الدولة المعزول، بهدف اعادة تعزيز العلاقات بين واشنطن ومصر حليفة الولايات المتحدة منذ وقت طويل، والتي اضطربت بفعل عزل الرئيس المنتخب ديموقراطيا والقمع الدموي الذي تلاه ضد انصاره.
وقال كيري في مؤتمر صحافي في القاهرة والى جانبه نظيره المصري نبيل فهمي «نلتزم بالعمل سويا ومواصلة تعاوننا مع الحكومة الموقتة»، داعيا الى انتخابات «حرة وعادلة وتشمل الجميع».
وايد كيري خطوات الحكومة الموقتة لاعادة الديموقراطية في مصر، وقال ان «خارطة الطريق يتم تنفيذها بشكل جيد بحسب ما نراه».
وتابع «اننا نؤيدكم في هذا التحول الهائل الذي تمر به مصر ونحن نعرف انه صعب ونريد المساعدة ونحن مستعدون لذلك».
ووفقا لخارطة الطريق التي اعلنها الجيش عقب عزل مرسي فان دستورا جديدا في البلاد سيقر نهاية العام الجاري او مطلع العام المقبل ويتم الدعوة بعدها لانتخابات تشريعية تليها انتخابات رئاسية بحلول منتصف 2014.
واضاف الوزير الاميركي «لدينا العديد من المواضيع للعمل عليها والوزير (فهمي) وانا بحثنا هذا الصباح بكل صراحة مسائل وتحديات نواجهها سويا».
واكد انه يريد ان يقول للمصريين «باوضح العبارات واشدها ان الولايات المتحدة هي صديقة المصريين ومصر واننا شركاء».
وفي ما يتعلق بالتجميد الجزئي مؤخرا للمساعدة الاميركية --1,5 مليار دولار منها 1,3 مليار من المساعدات العسكرية-- اعتبر «ان العلاقات الاميركية المصرية لا يمكن ان تختصر بالمساعدة».
وقال كيري ان «احدا لا ينبغي ان يسمح له باللجوء الى العنف بلا محاسبة» مدينا الاعتداءات والمواجهات الدامية التي شهدتها البلاد اخيرا.
من جهته، قال فهمي انه «منذ ايام قليلة» وصف العلاقات المصرية الاميركية بأنها تمر بمرحلة اضطراب (ولكن) «أظن ان حديث وزير الخارجية الاميركي أمس في الجلسة المغلقة وحديثه الان عن دعم الولايات المتحدة للشعب المصري كلها مؤشرات اننا نسعى جميعا لاستئناف العلاقات الطبيعية في شكلها المعتاد واننا نسير نحو هذا التوجه».
ومن المقرر ان يلتقي كيري كذلك في القاهرة الرئيس الموقت عدلي منصور والرجل القوي في البلاد وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي.
وستتركز محادثاتهم خصوصا على العملية الانتقالية السياسية الواردة في خارطة الطريق التي وضعها العسكريون ومدى تقدمها بهدف تحديد متى «سيكون ممكنا رفع تجميد (تسليم) بعض المعدات»، كما اعلن مسؤول كبير في الخارجية الاميركية.
وسيدعو كيري خصوصا، بحسب مسؤول كبير في الخارجية الاميركية، السلطات الجديدة الى ان تكون هذه العملية الانتقالية «ديموقراطية» وان «تشمل كل الاطراف»، في حين تواصل السلطات قمعها لجماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي اليها مرسي وفازت بالغالبية الساحقة في الانتخابات التشريعية التي نظمت في نهاية العام 2011.
على صعيد آخر، دعت جماعة الإخوان المسلمين في مصر أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي إلى «الزحف» لمقر محاكمته المقررة اليوم.
ورفضت الجماعة في بيان أمس تلك المحاكمة ووصفتها بـ «الظالمة العابثة»، وقالت إن السلطات الحاكمة في مصر حاليا تقدم مرسي للمحاكمة «بتهم ملفقة».
وأضافت الجماعة في بيانها أن تلك المحاكمة تمثل «جرأة على الحق وقلبا للحقائق والأوضاع».
وجاء في البيان: «إن الرئيس محمد مرسي لم يعد شخصا عاديا، وإنما صار رمزا لمبادئ وقيم سامية راقية أقامتها البشرية عبر عشرات الأجيال ومن خلال آلاف التضحيات، وأصبحت مفخرة لكل من يحترمها ويلتزم بها، والآن يريد الانقلابيون الفاشيون وضع هذه المبادئ والقيم في السجون خلف القضبان، لكي تخلو لهم مصر يعيثون فيها فسادا ونهبا واستبدادا».
ويمثل الرئيس السابق للمحاكمة و14 آخرين من قيادات وأعضاء تنظيم الإخوان المسلمين إلى محكمة جنايات القاهرة، لاتهامهم بارتكاب أعمال العنف والتحريض على القتل والبلطجة التي جرت في محيط قصر الاتحادية الرئاسي في 5 كانون اول من العام الماضي.
وتشمل قائمة المتهمين إلى جانب الرئيس المعزول، كلاً من القيادي الإخواني عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، وأسعد الشيخة نائب رئيس ديوان رئاسة الجمهورية السابق، وأحمد عبد العاطي مدير مكتب رئيس الجمهورية السابق، وأيمن عبد الرؤوف مستشار رئيس الجمهورية السابق، وعلاء حمزة، وعبد الرحمن عز، و أحمد المغير، وجمال صابر، ومحمد البلتاجي، ووجدي غنيم، و4 متهمين آخرين.
أشارت التحقيقات إلى أن المتهمين استعملوا القوة والعنف مع المتظاهرين السلميين، فأصابوا العديد منهم بالأسلحة البيضاء، وروعوا المواطنين، وقبضوا على 54 شخصا واحتجزوهم بجوار سور قصر الاتحادية وعذبوهم بطريقة وحشية.
الاثنين 2013-11-04