العراق يرفض السماح لطائرة كورية متجه لسوريا عبور أجوائها السبت 2012/9/22 9:03 ص رويترز - أعلن العراق أمس
الجمعة رفضه السماح لطائرة كورية شمالية متجهة إلى سوريا بعبور أجواء
البلاد يوم السبت لأنه يشتبه في احتمال أن تكون تحمل أسلحة لسوريا في الوقت
الذي أكدت فيه الولايات المتحدة ضرورة منع مرور الأسلحة إلى سوريا عبر
العراق.
وكان العراق نفى أمس الخميس
تقريرا لأجهزة مخابرات غربية قال إن إيران استخدمت طائرات مدنية لنقل
عسكريين وأسلحة عبر المجال الجوي العراقي إلى سوريا لمساعدة الرئيس بشار
الأسد في التصدي للانتفاضة المستعرة ضده منذ 18 شهرا.
وقال مسئولون أمريكيون في وقت
سابق هذا الشهر أنهم يحاولون استيضاح الأمر من العراق بشأن الرحلات الجوية
الإيرانية عبر مجاله الجوي. وهدد السناتور الأمريكي جون كيري يوم الأربعاء
بمراجعة المساعدات التي تقدمها الولايات المتحدة لبغداد إذا لم توقف نقل
السلاح إلى سوريا.
وقال علي الموسوي المستشار
الإعلامي لرئيس الوزراء لـ"رويترز" إنه في إطار سياسة الحكومة العراقية
للتحري عن نقل أسلحة لسوريا عبر العراق برا وعبر أجوائه فان السلطات
العراقية منعت طائرة كورية شمالية من التوجه لسوريا بعد الاشتباه في قيامها
بنقل أسلحة.
وقال الموسوي إن خط السير
المقرر للطائرة من كوريا الشمالية إلى سوريا هو الذي أثار الريبة إلا انه
لم تجر أي اتصالات بين الحكومة العراقية وكوريا الشمالية في هذا الشأن.
وقال الموسوي إنه على الرغم من
قيام الجانب العراقي بتقديم عدة طلبات إلا أن الولايات المتحدة لم تقدم أي
أدلة على أن طائرات مدنية إيرانية تقوم بشحن أسلحة لسوريا عبر أجواء
العراق.
وأضاف الموسوي أن العراق ابلغ
إيران بأنه قد يجري تفتيش طائراتها في أي وقت وانه عندما تحصل بغداد على أي
أدلة بان هذه الطائرات تنقل أسلحة فسيتم منع هذه الطائرات على الفور من
عبور أجواء العراق.
ورغم أن الاتهام الموجه للعراق
بأنه قد سمح لإيران بنقل أسلحة إلى دمشق ليس جديدا إلا أن التقرير يزعم ان
نطاق هذه الشحنات اكبر كثيرا مما أعلن وأكثر انتظاما بكثير وذلك نتيجة
اتفاق بين مسئولين كبار من العراق وإيران.
وذكر التقرير أن إيران ترسل شاحنات إلى سوريا برا عبر العراق.
وقال البيت الأبيض اليوم الجمعة
أن نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن ناقش عبر الهاتف مع رئيس الوزراء
العراقي نوري المالكي الحاجة إلى الحيلولة دون استغلال أراضي العراق ومجاله
الجوي في نقل الأسلحة إلى سوريا.
وقال مكتب المالكي أن رئيس الوزراء طمأن بايدن إلى أن العراق يرفض أن يستخدم في نقل السلاح لأي من طرفي الصراع في سوريا.
وذكر المكتب في بيان أن المالكي
أعرب عن رفض الحكومة لمزاعم بعض الدوائر الأمريكية غير الرسمية التي تثير
الشبهات تجاه موقف العراق من الأزمة السورية.
ويرفض قادة العراق المزاعم
بأنهم يدعمون الأسد لكنهم في الوقت نفسه يخشون سيناريو الرعب وهو أن يؤدي
سقوطه إلى صعود حكومة سنية متشددة وهو ما يمكن أن يثير الاضطرابات في
العراق الذي يضم خليطا من السنة والشيعة.
وتمثل الانتفاضة السورية معضلة
سياسية للحكومة التي يقودها الشيعة في العراق. فقد رفضت الحكومة الموالية
لإيران - وهي اقرب حلفاء الأسد - الانضمام إلى دعوات غربية وعربية للرئيس
السوري بالتنحي لكنها في الوقت نفسه تدعو إلى عملية إصلاح سياسي في سوريا.
وعزز العراق الأمن في النقاط الرئيسية على حدوده البالغ طولها 680 كيلومترا مع سوريا