"أكذوبة" مورينيو التكتيكية.. وخطايا مانشيني البدائية!لم
تكذب مباراة ريال مدريد ومانشستر سيتي الوعود التي توقعها عشاق كرة القدم
بأن تكون واحدة من أفضل مباريات الموسم، وأوفت بعهدها لاسيما في الشوط
الثاني الذي شهد خمسة أهداف.
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]وكانت المباراة في أساسها منافسة
تكتيكية بين مدربي الفريقين، البرتغالي جوزيه مورينيو مدرب ريال مدريد
والإيطالي روبرتو مانشيني مدرب مانشستر سيتي، وكل منهما يسعى لإثبات
أفضليته على الآخر.
ومع سير المباراة، بدا وكأن
المدربين استبدلا مقعديهما مع بعضهما البعض، حيث بدأ مانشيني بشكل أفضل مما
أنهى به المباراة، في الوقت الذي أنهى فيه مورينيو المباراة بشكل أفضل
كثيرا مما بدأ.
فمورينيو بدأ المباراة بتغييرين
مهمين على تشكيلته التقليدية 4-2-3-1 محولا إياها إلى 4-3-2-1، وذلك
بالاستعانة بلاعب الوسط الغاني مايكل إيسيان في مركز الوسط على حساب صانع
الألعاب الألماني مسعود أوزيل وهو تغيير تكتيكي بحت، والاستعانة بالمدافع
الشاب رفائيل فاران بدلا من المدافع المخضرم سيرخيو راموس، وهو تغيير
تأديبي بحت، وذلك على العكس مما صر به مورينيو عقب المباراة.
فمورينيو قال إنه لم يشرك راموس
لأسباب تكتيكية بحتة، لكن هذا ليس صحيحا على الإطلاق، ففاران لا يتفوق على
راموس دفاعيا، بالإضافة إلى أنه إذا كان المدرب البرتغالي يرى في فاران ما
لا يراه في راموس، فعلى الأقل كان أشرك الأخير في مركزه الأصلي كظهير أيمن
بدلا من ألفارو أربيلوا الذي يعلم الجميع أنه نقطة ضعف خط الدفاع الرئيسية.
لكن ببساطة استبعاد راموس هو
محاولة للتخلص من أحد مراكز القوى في الفريق، خاصة مع التقارير المتواترة
عن سوء العلاقة بين مورينيو من جهة وراموس وكاسياس من جهة أخرى.
أما مانشيني، فقد بدأ المباراة
بطريقته المتوازنة 4-2-3-1، بالاعتماد على نصري لتدعيم مايكون على الجهة
اليمنى ودافيد سيلفا على الجهة اليسرى لمعاونة كليشي، فيما تولى خافي
غارسيا وغاريث باري تأمين الوسط الدفاعي، وأوكلت مهام الوسط المساند
لـ"الدبابة" يايا توريه، وفي الأمام تيفيز وحيدا.
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
عقب الاستراحة اختلف الوضع كثيرا
مع تغييرات المدربين خاصة مع مرور الوقت، وإذا كان الحكم على المدربين
يأتي من خلال الشوط الثاني، فإن الحكم على مانشيني لن يكون في صالحه.
صحيح أن المدرب الإيطالي أجبر
على استبدال سمير نصري بسبب الإصابة، لكنه لم يكن مجبرا على وضع البديل
كولارف على الجهة اليسرى، ومن ثم ترك البرازيلي مايكون على الجهة اليمنى
وحيدا أمام وحشين كاسرين هما رونالدو ومارسيللو.ومع تحول طريقة اللعب في
الشوط الثاني إلى 3-5-1-1، ترك مانشيني مساحات واسعة في الجهة اليمنى
لفريقه، فكان من الطبيعي أن يزيد مورينيو الضغط على الوسط الدفاعي للسيتي
من خلال إشراك مودريتش وأوزيل لنقل خط الوسط المدريدي لمنتصف ملعب الفريق
الإنكليزي.
ومثلما تقول النظريات الهندسية،
مع الضغط المكثف يأتي الانهيار عند النقطة الأضعف، وهو ما حدث مع الضغط
العالي لريال مدريد، حيث جاء انهيار مانشستر سيتي من الجهة اليمنى وخاصة
بعد خروج مايكون ونزول الأرجنتيني الأقل منه في الإمكانيات والقدرات بابلو
زاباليتا.
وجاء الهدفان الأول والثالث من
الجهة اليسرى المدريدية، حيث كان مارسيللو وحيدا عندما تلقى تمريرة دي
ماريا، ثم اتجه للعمق دون مضايقة ليسدد الكرة في مرمى جو هارت. وفي الهدف
الثالث تلقى رونالدو التمريرة من زميله في الجبهة، ليستغل خطأ زاباليتا في
الضغط، ليتجاوزه ويسدد الكرة الخادعة محرزا الهدف الثالث.ووفقا للأرقام
والتحليل الفني، فإن رونالدو يستحق لقب أفضل لاعب في المباراة، حيث مرر 50
تمريرة بدقة 100% (ولا تمريرة خاطئة)، كما فاز بكل الكرات المشتركة وأحرز
هدف الفوز، ما يعني أنه كان الأكثر تأثيرا على نتيجة المباراة.
أما ثاني أفضل اللاعبين فكان دي ماريا الذي صنع 4 فرص جاء منهم هدفان، ومرر 61 تمريرة بدقة تمرير 87%.
وإذا كان مورينيو يستحق أن يكون
ضمن قائمة المجيدين في المباراة بتغييراته واستغلاله الأخطاء التكتيكية
لمنافسه الإنكليزي، فعليه ألا ينسى أن يشكر مانشيني على إعطائه الفرصة
للخروج من عنق الزجاجة.