من هم أصحاب اليمين؟
ذكر الله تعالى في العديد من الآيات الكريمة في القرآن الكريم عن أهوال يوم القيامة وأصناف البشر وحالهم فيها، كما تحدّث عن انقسام الناس في هذا اليوم المشهود إلى ثلاث فئات فقط وهي أصحاب اليمين، وأصحاب الشمال، والمقرّبون (السابقون).
من هم أصحاب اليمين:
أصحاب اليمين هم المؤمنون الذي يتناولون كتابهم يوم القيامة بيمينهم ويحاسبون على أعمالهم حساباً يسيراً وسوف يكونوا مسرورين حتّى لو كانوا قد ارتكبوا الكبائر من قبل، إلا أنّ الله يخفّف عنهم العذاب لأنهم ماتوا على الإيمان بعكس أصحاب الشمال الذين ماتوا على الكفر وسيأخذون كتابهم بشمالهم وهي ملويّة من وراء ظهورهم، وسيحاسبون بأشد أنواع العذاب حتّى يتمنّون عدم أخذهم لكتابهم من هول ما سيلاقوه من عذاب مهين.
وسيكون مصير أصحاب اليمين والمقرّبون في الجنّة، أمّا أصحاب الشمال فسيرقدون في النار خالدين فيها أبداً وسيصلون ناراً حامية، جزاءً بما اعتقدوا سابقاً فهم لم يؤمنوا بوجود اليوم الآخر وكانوا ينفون وجود يوم الحساب والجزاء فهم يكفرون بالله، وماتوا على كفرهم وبذلك استحقّوا هذه النهاية المؤلمة .
سبب التسمية بأصحاب اليمين
وسبب تسمية اصحاب اليمين بهذا الاسم وذلك لأنّهم يستلمون كتابهم بيمينهم وقيل لأنّهم ميامين أي مباركون على أنفسهم، أطاعوا الله وآمنوا به وبرسوله فاستحقوا دخول جنته ونعيمه المقيم، كما فسرها بعض علماء المسلمين بأنها يذهب بهم ذات اليمين إلى الجنة، كذلك قيل لأنّهم عن يمين آدم، وهي تختلف عن السابقين المقربين فهؤلاء أعظم درجة، وأصحاب اليمين بدورهم لهم أجر عظيم، حيث يتّبعون السابقين في الدرجة،
حيث قال تعالى في وصف أصحاب اليمين: (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ (19) إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ (20) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ (21) فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (22) قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ (23) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ (24) )، وأصحاب اليمين هم ثلّة من الأولين وثلة من الآخرين .
أمّا أصحاب الشمال وهم أصحاب المشأمة وصفهم الله تعالى بذلك لأنّهم أصحاب شؤم وشقاء، فلهم صفات خاصّة في الدنيا أهمها: أنهم كانوا مترفين في الدنيا، كما كانوا ينقضون العهود، وينكرون يوم الميعاد أي يوم الحساب،
وهم قوم كافرون لا يؤمنون بوجود الله الواحد الأحد، كذلك فهم لا يحضّون على إطعام المسكين، إضافة إلى أوصاف دنيئة أخرى وصِفوا بها في القرآن الكريم استحقّوا بها السعير وسوء المقام الأبدي في جهنم.