كيري يعود إلى إسرائيل والضفة[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] كيري
واشنطن - أ ف ب - يعود وزير الخارجية الاميركي جون كيري الى اسرائيل والضفة الغربية للقاء رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس، بعد ايام قليلة على مغادرته المنطقة مساء الجمعة، وسط تحذيرات فلسطينية بان اقتراحاته الامنية ستقود الى «فشل كامل» في جهوده.
ويغادر كيري واشنطن مساء اليوم ليصل القدس غدا الخميس حيث يلتقي نتانياهو لاجراء محادثات بشأن مفاوضات السلام الشاقة والملف النووي الايراني، على ان يلتقي مجددا الجمعة الرئيس الفلسطيني في رام الله بالضفة الغربية.
وعلق كيري نفسه ممازحا مساء الاثنين على زيارته المقبلة التي ستكون التاسعة الى المنطقة منذ اذار، فتحدث امام جمعية يهودية اميركية في واشنطن عن «الجولات المكوكية» التي يقوم بها باستمرار بين الولايات المتحدة واسرائيل.
واعلنت المتحدثة باسم الخارجية جنيفر بساكي للصحافيين في واشنطن «نحن في مرحلة مهمة من المفاوضات وكان لديه شعور بضرورة العودة الى المنطقة»، موضحة ان كيري سيقضي يومين في اسرائيل ورام الله لاجراء محادثات، وذلك بعدما قضى القسم الاكبر من عطلة نهاية الاسبوع يعقد لقاءات مع قادة اسرائيليين.
وقال كيري الذي التقى نتانياهو الجمعة انه كلمه الاثنين وسيجتمع به مجددا الخميس حول عشاء عمل. واكد «اننا نقف كليا الى جانب حلفائنا واصدقائنا الاسرائيليين وهذا الرابط متين للغاية ولن ينقطع يوما»، في وقت تشهد العلاقات بين البلدين توترا ولا سيما بشأن الملف النووي الايراني.
وجاء الاعلان عن هذه الزيارة الجديدة بعدما اكد امين سر منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه الاثنين ان الافكار الامنية حول غور الاردن التي قدمها كيري خلال لقائه الاخير مع عباس «ستقود جهوده الى طريق مسدود وفشل كامل لانه يتعامل مع قضايانا بدرجة عالية من الاستهانة».
وبحسب عبد ربه فان سبب الازمة هو رغبة كيري في «ارضاء اسرائيل من خلال تلبية امن اسرائيل من خلال وضع منطقة الاغوار تحت السيطرة الاسرائيلية» موضحا ان «كل الافكار عن وضع الاغوار تحت السيطرة الاسرائيلية واهية سببها الرئيسي والوحيد هو اقتطاع اجزاء واسعة من الضفة الغربية لصالح اسرائيل».
وتركز الاقتراحات على الترتيبات الامنية في غور الاردن حيث يرغب نتانياهو في حال اقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح، في الحفاظ على انتشار عسكري اسرائيلي على طول الحدود مع الاردن مستبعدا ترك مسؤولية الامن في هذه المنطقة لقوة دولية كما وافق الفلسطينيون او لقوة فلسطينية-اسرائيلية مشتركة، وهو ما يرفضه الفلسطينيون بشكل قاطع باعتباره استمرارا للاحتلال وانتقاصا من سيادتهم.
واغتنمت المتحدثة اعلانها لتأكيد رغبة الولايات المتحدة في ابرام «اتفاق نهائي» نافية ان تكون تسعى لما يشبه اطارا مرحليا قبل التوصل الى اتفاق سلام شامل بين الفلسطينيين والاسرائيليين.
وقالت «لنكن واضحين للغاية: هدفنا ليس اتفاقا مرحليا بل اتفاق نهائي» مضيفة «سيكون هناك بالتأكيد آلية للتوصل الى ذلك».
ورفض الفلسطينيون الاثنين اي اتفاق انتقالي مع اسرائيل بعد تصريحات بهذا الصدد صدرت السبت عن كيري والرئيس باراك اوباما اللذين تحدثا عن «اتفاق اطار».
وحذر اوباما السبت من انه يترتب على الفلسطينيين القبول ب»مرحلة انتقالية» في اطار اتفاق سلام محتمل للتأكد من ان الضفة الغربية لا تشكل مشكلة امنية مشابهة لتلك التي شكلها قطاع غزة بقيادة حماس، معتبرا انه «لا يمكنهم الحصول على كل ما يريدون منذ اليوم الاول». غير ان تصريحات بساكي بدت وكأنها تناقض كيري واوباما.
وقالت المتحدثة ان «وزير الخارجية والرئيس-وهو ما اثار بعض الغموض ربما-استخدما تعبير +اتفاق اطار+ في نهاية الاسبوع الماضي. اعتقد ان البعض فهموا ذلك بمعنى اتفاق +مؤقت+. لكن هذا لا يعني +مؤقتا+ وهدفنا لا يزال اتفاقا حول الوضع النهائي».
واكدت ان الاسرائيليين والفلسطينيين لا يزالون «ملتزمين في جدول زمني من تسعة اشهر»، رافضة تعداد «كل المراحل التي يمكن ان تقود الى اتفاق نهائي».وكتبت صحيفة هآرتس الاسبوع الماضي ان كيري يدفع في اتجاه ما يشبه اتفاقا امنيا من اجل دفع المفاوضات المباشرة قدما.
واوردت الصحيفة ان «الاميركيين يأملون في حال التوصل الى تفاهم مع نتانياهو على المسالة الامنية ان يصبح بوسعهم ان يطلبوا منه الشروع في تقديم اقتراحات واضحة حول حدود الدولة الفلسطينية المقبلة».
وان كانت اقتراحات كيري استجابت الى حد بعيد لمطالب اسرائيل الامنية، الا ان العديد من المعلقين يرون انها وضعت القادة الاسرائيليين في موقع حرج. واوضح نعوم بارنيا في صحيفة يديعوت احرونوت الواسعة الانتشار ان خطة كيري طرحت على نتانياهو «مشكلة جدية».
وتابع ان «الخطة العسكرية.. تنتزع من نتانياهو حجته الآنية التي لوح بها في كل مرة دعي الى مناقشة ترسيم الحدود المقبلة بين اسرائيل وفلسطين: الترتيبات الامنية». وقال ان الخطة الاميركية «تعيد فتح الجدل الداخلي حول حدود 1967 ومصير المستوطنات» مشيرا الى ان الضغوط قد تقود الى انهيار ائتلاف نتانياهو.
وفي هذا الاطار اشارت الخارجية الاميركية الى ان كيري اجرى لقاءين منفصلين الاثنين مع رئيسي البعثتين الفلسطينية والاسرائيلية، صائب عريقات وتسيبي ليفني.
وزار وزير الخارجية الاميركي المنطقة بين 4 و6 كانون الاول لاجراء محادثات تناولت خصوصا امن اسرائيل واكد خلالها ان الطرفين باتا «اقرب» الى السلام مما كانا عليه منذ «سنوات».
الأربعاء 2013-12-11