التاريخ
تاريخ كرة القدم المغربية
منذ عدة عقود، كان و مازال المغرب قوة كروية على الصعيد القاري و العربي، ولعل الأسماء الكروية الكبيرة التي أنجبتها كرة القدم المغربية و التي طبعت تاريخ المستديرة في العالم العربي والإفريقي وفي أوروبا أيضا لخير دليل على ذلك، منذ الأسطورة العربي بن امبارك، الملقب ب"الجوهرة السوداء" الذي يعتبر وإلى يومنا هذا أحد أشهر من مثل بلدان العالم الثالث في المنتخب الفرنسي للعبة، و كان ذلك في سنوات الأربعينات. أما أسود الأطلس فقد دونوا اسمهم من دهب في خارطة كرة القدم العالمية، غير أن صعوبات عدة مازالت تعترض طريقهم في التألق القاري.
كرة القدم في فترة الحماية
تعرفت المملكة المغربي على كرة القدم منذ ما يناهز 100 سنة ، وهي الرياضة التي حظيت بسرعة كبيرة بشغف و حب المغاربة، كما بلورت ايضا الرهانات السياسية، على عكس ما جرى في العديد من البلدان الأخرى، فالمغرب تعرف على كرة القدم من خلال الجنود الفرنسيين الذين احتلوا المغرب و ليس من طرف "مارينز" مخترعي الكرة الانجليز، فأول المباريات و المنافسات لم تنطلق في المغرب رسميا إلا في سنة 1916، لكن العديد من المصادر الأخرى أكدت أن العديد من مباريات كرة القدم كانت قد أجريت في المغرب قبل هذا التاريخ.
وأكد الحسين الحياني، أحد رواد ومخضرمي الصحافة الرياضية بالمغرب أن مباريات عديدة في هذه اللعبة أجريت في المغرب منذ سنة 1913 أي بعد سنة واحدة فقط من إقامة نظام الحماية، المباراة أقيمت في عين تاوجطاطت و دارت بين فريق للمستعمرين بمدينة فاس وآخر في مدينة مكناس.
على أي، سنة 1913 عرف تأسيس أول الأندية في كرة القدم في المغرب، من بينهم نادي الاتحاد الرياضي المغربي بمدينة الدار البيضاء، و الذي سيطبع لوحده عهد الاستعمار، وفي سنة 1916 تم اطلاق صافرة أول منافسة رسمية من البطولة المغربية. حيث كان تعرف نشاط لاعبين أوروبيين، أما على المستوى الاداري فإن البطولة المغربية كانت تحت رعاية وإشراف الجامعة الفرنسية لكرة القدم، هذه الأخيرة كانت تشرف أيضا على 22 بطولة جهوية بما فيها 5 بطولات بشمال افريقيا ( المغرب، وهران، الجزائر العاصمة، قسطنطينة وتونس).
ففي موسمها الأول، كان فريق USM البيضاوي هو أول فريق يفوز باللقب، وهو البطل الأول أيضا في تاريخ كرة القدم المغربية، سنة بعد ذلك ستبدأ سيطرة فريق الاتحاد الرياضي المغربي الذي استطاع الظفر باللقب في ثلاث مواسم متتالية. بعد نهاية الحرب العالمية في أروبا، تراجع تفوق أندية الدار البيضاوي لفترة زمنية معينة، مانحين المبادة لمدينة الرباط و لفريق الأولمبيك المغربي الذي سيطر على البطولة المغربية خلال أربع سنوات متتالية، وقد تميزت بداية عشرينيات القرن الماضي بظهور أول اللاعبين المغاربة في أندية البطولة، أول هؤلاء اللاعبين لم يكن سوى محمد بن الحسن العفاني التونسي الملقب بالأب جيكو ، بعد أن كان أول من يظفر بشهادة الباكالوريا في تاريخ المغرب. و قد سكن الأب جيكو بحب و شغف كرة القدم خلال ذهابه لفرنسي لاستكمال دراستة سنة 1919، و بعد انتهاءه من الدراسات المصرفية، عاد للمغرب سنة 1922 حيث انضم إلى صفوف فريق الاتحاد الرياضي البيضاوي. ولم يكن مسار الأب جيكو اللاعب لامعا لكنه يبقى في هذه الفترة أحد اللاعبين المغاربة النادرين الذين نشطوا في البطولة، قبل أن يتحول عقود قليلة إلى عالم التدريب حيث سيظهر مهاراته وقدراته الكبيرة و سيظل اسمه مقترنا دائما بفريق الرجاء البيضاوي
بدايات كرة القدم "الوطنية"
في نفس الوقت، بدأ عدد الأندية يتزايد كما تزايد أيضا عدد اللاعبين، وهي الفترة التي عرفت ظهور أول الأندية "المسلمة" ، لكن لم يعترف المقيم العام بجمعية الرباط سلا كأول نادي مسلم إلا في سنة 1932، أما في منطقة الشمال فقد ظهرت أندية من هذا النوع قبل الأندية التي برزت في منطقة الاحتلال الفرنسي، مباشرة بعد إقامة طنجة كمنطقة دولية سنة 1923، تم الترخيص لأول نادي في كرة القدم بمدينة المضيق، الأمر يتعلق بجمعية المغرب الأقصى، لكن غياب بطولات في هذه المنطقة وفي كامل ربوع الأراضي المغربية الخاضعة للاستعمار الاسباني اجبر هذه الأندية على الغوص في الدرجات الدنيا من البطولة الاسبانية، الاستثناء الوحيد كان فريق المغرب التطواني الذي نجع خلال موسم 1950-1951 في الصعود إلى دوري الدرجة الأولى الاسباني من أجل اللعب ضد أندية من قيمة ريال مريد و برشلونة.
وبالعودة على منطقة الاحتلال الفرنسي، حيث طبعت سنة 1926 مرحلة جديد في تطوير كرة القدم المغربية، بعد الانضمام إلى بطولة شمال افريقيا، وكان للأندية المغربية هذه المرة الفرصة من أجل قياس أدائها مقارنة من نظرائها من الجزائر وتونس، ورغم ذلك كان فريق الاتحاد الرياضي البيضاوي المغربي أول فريق مغربي يتوج بهذه المنافسة، بعد هيمنة كلية من الأندية الجزائرية، إنه العصر الذهبي لكرة القدم البيضاوية، التي تملك في صفوفها أحسن العناصر الممارسة في البطولة المغربية، أما أكبر هؤلاء اللاعبين فليس إلا العربي بن امبارك الذي لقب بالجوهرة السوداء، حيث وقع مع فريق الاتحاد الرياضي المغربي سنة 1935، في هذا النادي الذي عرف ترعرع العديد من اللاعبين الفرنسيين، لم يتمكن العربي من ضمان مكانة رسميا له في الموسم الأول له مع لفريق، لعب مع الفريق الثاني، وفي أوقات فراغه يمارس بعض الأعمال التجارية، وفي السنة الموالية، استطاع أن يفرض ذاته بتقنياته العالية وبأناقته في اللعب، لكن ابن امبارك لم يعمر مع الفريق سوى سنتين إضافيتين، قبل عبوره للمتوسط صوب فريق أولمبيك مارسيليا الذي وقع له لموسمين وكان نجمه الأول بدون منازع.
رهان وطني
هذا الانتقال كان بمثابة اعتراف بموهبة جيل كامل من اللاعبين "الوطنيين" الذين داعبو المستديرة وهي عبارة عن كويرات من قماش، فمنذ بداية مرحلة الحماية، أصبحت كرة القدم وبطريقة غير واعية، وسيلة للاستقطاب، ففي خضم الثلاثينيات من القرن الماضي ظهرت الحركة الوطنية المغربية، وأصبحت كرة القدم ايضا أداة ناجعة لتأكيد الهوية الوطني والقافية. تجسد هذا من خلال ظهور العديد من الأندية التي يحمل اسمها اسم المغرب : مغرب F.B الرباطي سنة 1930، مغرب F.B البيضاوي في 1938...أصبحت كرة القدم جزءا مهما في اللعبة السياسية التي تتجسد في معارضة الوطنيين المغاربة للسلطات الفرنسية. لم تكن المطالبة بالاستقلال مدرجة ضمن جدول أعمال الوطنيين بعد، لكن كرة القدم، و الرياضة بوجه عام ستساهم في المطالبة بالإصلاح التي رفعتها الحركة الوطنية في المغرب، الهدف الأول كان هو ضمان العدالة والحد من التفرقة، ويتبين ذلك من خلال تأسيس أحد أكبر الأندية المغربية، الوداد البيضاوي.
بدأ كل بدأ سنة 1935، عندما بدأ بعض المسلمين واليهود يرتادون أحواض السباحة المحيطة بالمدينة البيضاء، الولوج لهذه المنشآت الرياضية هي إذا مخصصة لأعضاء النوادي، لكن عدد المغاربة المنخرطين آخذ في الازدياد، وهي الوضعية التي بدأت تقلق الأوربيين الذين لن يتأخرون في طرد المغاربة من هذه الأندية، إلا أن رجلان هما محمد بن جلون وعبد اللطيف بن جلون التومي تكفلوا بمهمة خلق نادي يسمح للمغاربة بولوج مسابحه في مدينة الدار البيضاء، وبعد عدة مفاوضات رخص المقيم العام شارل نوكيس بتأسيس فريق الوداد البيضاوي لكرة الماء سنة 1937،سنتان بعد ذللك، سينشئ الفريق فرع كرة القدم الذي سيضم في صفوفه عشرة مغاربة مقابل أوروبي واحد، وهو الأمر الذي زاد بشكل ملحوظ من شعبية الفريق في مدينة الدار البيضاء.
في سنة 1940، وفي الوقت الذي كانت فيه أروبا تغوص في عنف الحرب العالمية الثانية، تم تعليق البطولة الوطنية، وتم تعويضها بمنافسة أخرى هي كأس الحرب. وقد تألق فريق الوداد في أول موسم له بعد أن وصل للدور النهائي، قبل الهزيمة في المباراة النهائية أمام الاتحاد الرياضي المغربي بهدف لصفر، سنتان بعد ذلك سيتم استئناف البطولة من جديد، و مرة أخرى فريق الاتحاد الرياضي المغربي هو من يظفر باللقب، غير أن وبالرغم من تألق الأندية التي تضم عددا كبيرا من اللاعبين الأوربيين على غرار الاتحاد الرياضي المغربي في فترة الحرب، فالهزيمة العسكرية لفرنسا سنة 1940 زادت من منسوب الوطنية المغربية، كما زادت معها أيضا عدد الأندية الجديدة في المملكة، فكما كان واضحا بات فريق الوداد نموذجا يحتذى، سنوات قليلة بعد ذلك تم تأسيس مجموعة من الأندية التي ستصنع التاريخ الكروي المغربي وعلى يعد كبار رموز الوطنيين المغاربة، على غرار المغرب الفاسي (1946)، الكوكب المراكشي (1947) والرجاء البيضاوي ( 1949).
عام 1948 كان شاهدا على أول تتويج لفريق الوداد البيضاوي بالبطولة، فاللقب الذي ظفر به الفريق الأحمر والأبيض لم يكن فقط انجازا رياضيا ، بل كان كذلك حدثا سياسيا جللا. فرمزية هذا الإنجاز تتمثل في كون نادي مغربي يتوفر على أكبر عدد من اللاعبين " المحليين" هو من انتصر على كل الأندية التي تتألف غالبية صفوفها من اللاعبين الأوربيين، فهذا الانتصار الرياضي الذي أذكى الاحساس بالهوية هو ما سيضمن للوداد البيضاوي الآلاف من المناصرين عبر ربوع المملكة.
الوداد أقلق الفرنسيين
كل نجاح للنادي هو بمثابة انتصار على سلطات الاحتلال. ففي كل تنقل للوداد يسخر الفرنسيون أعداد كبيرة من الأجهزة الامنية من أجل تهدئة حرارة الجماهير المغربية، الشرطة، الدرك، المشاة السنيغاليين وحتى الذبابات يتم وضعها في بعض الأحيان في مدخل الملاعب، فقد كانت أيضا فترة الثلاثي الذهبي للفريق البيضاوي :محمد الشتوكي، ادريس جوماد وعبد السلام. هذه العناصر الثلاثة هي التي ستمكن الفريق من الظفر بأربعة ألقاب متتالية في البطولة، وهذا ما حدى بالعديد من الأندية الاسبانية إلى طلب ودهم غير أن الأمير الجليل مولاي الحسن أصر على بقائهم في فريق الوداد من أجل ضمان تفوق الفريق الأحمر، إنه نوع من الواجب الوطني حسب الملك المستقبلي للبلاد الحسن الثاني نصره الله، الذي، وحسب العديد من الشهادات، لعب كرة القدم بانتظام في أحياء المدينة القديمة بالدار البيضاء.
في سنة 1952، ضرب زلزال صغير بيت فريق الوداد البيضاوي، فالأب جيكو الذي كان لحدود هذه السنة مدربا للفريق و مهندس كل انجازاته الكبيرة غادر الوداد، وانضم لفريق الرجاء البيضاوي سنوات قليلة بعد ذلك، هناك حيث اعتمد على طريقة اللعب اللاتينية عوض الأسلوب الأوروبي الذي طبقه في الوداد.
فسنة مغادرة الأب جيكو كانت ايضا السنة التي عرفت فقدان الفريق للقب ، فاسحا المجال أمم منافسه الكبير خلال سنوات الحماية فريق الاتحاد الرياضي المغربي، الذي حقق الرقم القياسي و ظفر باللقب رقم 15 في تاريخه، لكن سنة 1953 كانت شاهدة ايضا على اضطرابات مهمة طغت على الساحة السياسية، فنفي السلطان محمد بن يوسف كان بمثابة بداية العد التنازلي لاستقلال المغرب، وبداية نهاية الاتحاد الرياضي المغربي وأندية المستعمر.
وفي سنة 1955 فاز الوداد البيضاوي بلقبه الخامس في البطولة، لكن هذه البطولة كانت الأخيرة في نسختها الفرنسية، إذ لم يتأخر السلطان محمد بن يوسف منذ عودته من المنفى في الاعلان عن استقلال البلاد، فأسدل الستار على بطولة المغرب في نسختها السابقة من أجل فسح المجال أمام بطولة جديدة...وصفحة جديدة في كرة القدم الوطنية.
كرونولوجيا منذ سنة 1913 إلى غاية تأسيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم
1913 : تأسيس الاتحاد الرياضي المغربي للدار البيضاء
1916 : انطلاق بطولة المغرب ،فريق CA كان هو أول فريق يتوج بطلا لهذه المنافسة
1917 : تأسيس فريق الراسينغ البيضاوي
1919 : تأسيس الأولمبيك المغربي
1919 : تأسيس الملعب المغربيLe Stade Marocain
1920 بداية بطولة شمال إفريقيا
1922 : تأسيس فريق المغرب التطواني
1923 : إنشاء جمعية المغرب الأقصى بمدينة طنجة
1923 : المكتب الشريف للفوسفاط يؤسس فريق أولمبيك خريبكة
1926 : مشاركة الأندية المغربي في بطولة شمال افريقيا
1930 : تأسيس كأس شمال افريقيا
1932 : الاتحاد المغربي بات أول نادي مغربي يتوج بلقب بطولة شمال افريقيا
1932 : تأسيس جمعية الرباط- سلا
1938 : تأسيس فريق النادي القنيطري
1939 : تأسيس فرع كرة القدم لنادي الوداد البيضاوي
1946 : ادريس بن زاكور إلى جانب عدد من الوطنيين أسسوا فريق المغرب الفاسي
1946 : تأسيس فريق مولودية وجدة
1946 : إنشاء فريق الفتح الرباطي لتحل محل جمعية الرباط - سلا
1946 : تأسيس فريق حسنية أغادير
1947 ادريس بن شقرون أصبح مؤسس فريق الكوكب المراكشي
1947 : تأسيس الاتحاد الرياضي البيضاوي، فريق الحي المحمدي
1948 : تأسيس شباب المحمدية
1949 : مجموعة من النقابيين، من بينهم محجوب بن الصديق والمعطي بوعبيد أسسوا فريق الرجاء البيضاوي
1952 : الأب جيكو يغادر دكة بدلاء فريق الوداد البيضاوي
1955 : آخر موسم من بطولة المغرب، الوداد بطل المغرب
مازال الوضع في المغرب صعبا، مادامت الانقسامات موجودة حيث أن المعمرين يرفضون الاختلاط بالمسلمين، أما الأصل في الصراع الدائر حول تأسيس فريق الوداد فيمكن صفه بأنه صراع بين الأعراق. فميناء الدار البيضاء الذي كان يعتبر حينها المركز الاقتصادي الكبير للمدينة، وكان محاطا بالعديد من أحواض السباحة التي تشجع ممارسة الرياضة، ومن أجل الولوج إليها سيتحتم عليه أن تكون جزءا من النادي، ومعظمها تم تأسيسها من قبل المعمرين.
منذ بداية سنة 1935، أصبحت هذه المنشآت مفتوحة في وجه المغاربة المسلمين والإسرائيليين الذين بات بإمكانهم الاستمتاع بها شريطة الانخراط في أحد هذه الأندية، عندما ازداد عدد المسلمين، أثار ذلك قلق الفرنسيين ومنعتهم من الولوج، هذا الحادث أثار فكرة خلق نادي مخصص فقط للمسلمين، فقرر المسيرين المستقبلين لفريق الوداد البيضاوي إذن الاقتراب من سلطات تلك الفترة غير أن محاولاتهم لم تكن مثمرة ونداءاتهم ظلت بدون مجيب. لكن في نهاية المطاف تطلب الأمر تدخل جمعية فرنسية مغربية وقرار المقيم العام شارل نوكيز من الأجل الحصول على الموافقة المبدئية لخروجها لأرض الوجود.
منذ سنة 1956، سنة استقلال المغرب، ازدادت شعبية كرة القدم وباتت الرياضة رقم 1 التي تثير شغف الكل. فهي تمارس في كل مكان، في أزقة وشوارع المدن والقرى، في الشواطئ وفي الملاعب النادرة التي تتوفر على عشب جيد، وقد سادت الهواية في هذا المجال خلال 45 سنة، قبل أن تقرر الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم التفكير في الدخول في عالم الاحتراف، من أجل الحفاظ على القدرة التنافسية لأنديتها على المستوى الدولي.
أما في القارة الإفريقية، وباستثناء اللقب الوحيد في البطولة الإفريقية الذي ناله المغرب سنة 1976 في أديس ابابا (إثيوبيا)، نتائج المنتخب الوطني المغربي لم تكن جيدة، على عكس تلك المتعلقة بالأندية، فقد تمكنت أندية الرجاء البيضاوي، الجيش الملكي والوداد البيضاوي من تحقيق العديد من الألقاب الإفريقية والعربية، آخرها كانت كأس الاتحاد الإفريقي الذي فاز به فريق الرجاء البيضاوي.
لكن في كأس العالم، كان المغرب أول بلد إفريقي وعربي يتأهل إلى دور الثمن نهائي من بطولة كأس العالم ( مونديال ميكسيكو 86 ). في سنة 1998 تأهل أسود الأطلس إلى نهائيات كأس إفريقيا للأمم وكأس العالم (فرنسا 98) دون أن يتلقى المنتخب أية هزيمة في الأدوار الإقصائية، وقد نال أدائهم في الدور الأول إعجاب كل سكان المعمور، كما أن عيون إفريقيا كانت مركزة عليهم في بوركينافاسو سنة 1998، في غانا – نيجيريا 2000 ثم في مالي 2002، لكن يبدو أن اللقب أبى أن يعود للمغرب منذ جيل أحمد فرس.
الكرة المغربية في أرقام
أربع مشاركات في بطولة كأس العالم ( 1998،1986،1974،1970)
بطل كأس إفريقيا للأمم سنة 1976أول فريق إفريقي و عربي يصل لثمن نهائي كأس العالم (ميكسيكو 86)
ثالث كأس إفريقيا للأمم سنة 1980، المركز الرابع سنوات 1986 و1988
سبق :
أول منتخب إفريقي يصل إلى مباراة السد الأورو-إفريقية في إقصائيات كأس العالم، المغرب – إسبانيا سنة 1961
أول منتخب إفريقي يتجاوز الدور الأول من كأس العالم (مكسيكو 86)
أول بلد إفريقي ينافس على احتضان كأس العالم – الولايات المتحدة 1994
أول بلد إفريقي يمثله حكم المباراة النهائية لكأس العالم – فرنسا 1998 ( المرحوم سعيد بلقولة)
أول بلد إفريقي يمثله لاعب في نهائي كأس العالم لكرة القدم سويسرا 1954 (عبد الرحمان بلمحجوب مع المنتخب الفرنسي)
البلد الوحيد الذي تم تصنيفه كأحسن بلد إفريقي من قبل الفيفا ثلاث مرات متتالية سنوات : 1997،1998،1999
أول بلد إفريقي يشارك في بطولة العالم للأندية (الرجاء البيضاوي سنة 2000)
تاريخ البطولة في المغرب
لقد أقيمت البطولة في المغرب منذ سنة 1911، و كانت تشرف عليها حينها الجامعة الفرنسية لكرة القدم في فترة حمايتها للمغرب. لم تتوقف خلال الحرب العالمية الثانية على عكس البطولة في الجزائر العاصمة، وقسطنطينة، وهران وتونس وكانت أيضا عضو في اتحاد بطولات شمال إفريقيا لكرة القدم.
ومنذ سنة 1956، أصبحت تحت إشراف الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم (ج.م.م.ك.ق)عرفت البطولة في المغرب العديد من التطورات، بداية كانت البطولة تتألف من 16 ناديا ثم انتقلت إلى 14 فريقا في موسم 1958- 1959، وهي الهيكلة التي اعتمدت عليها إلى غاية موسم 1966-1967 عندما عادت من جديد لتتشكل من 16 ناديا، ثم 18 ناديا في الموسم الموالي قبل العودة إلى صيغة 16 نادي في موسم 1968-1969.
هذه الصيغة دامت طيلة سنوات السبعينيات، قبل أن يبلغ عدد الأندية فيها 20 ناديا خلال موسم 1980-1981، ثم تقلص عددها إلى 18 في الموسم الموالي ثم 16 في الموسم الذي تلاه.
في موسم 1985-1986 ازداد العدد من جديد إلى 20 ناديا، في الموسم الموالي 1986 -1987 عرفت اعتماد نظام خاص تضمن مجموعتان تتكونان من 12 نادي في كل مجموعة، الأربعة الأوائل من كل مجموعة يتأهلون إلى مباريات السد التي تجرى على شكل بطولة مصغرة.
في موسم 1987-1988 عادت البطولة لتتضمن 18 نادي في قطب موحد، ثم إلى 16 نادي موسم 1988-1989، ومنذ هذا الموسم لم يعرف عدد الأندية في بطولة النخبة أي تغيرات، وفي نهاية موسم 1996-1967، تم إنشاء جهاز جديد في كرة القدم تحت اسم التجمع الوطني لكرة القدم ، الذي أصبح التنظيم المسؤول على القسمين الأول و الثاني لكرة القدم في المغرب تحت مسمى GNF1و GNF2.
وفي موسم 2007-2008 خطت البطولة خطوة كبيرة نحو الاحتراف مستفيدة من تزايد حقوق البث بفضل عقد جديدة تم إبرامها مع الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة وراديو تلفزيون العرب، بالإضافة إلى وصفات الرعاية، ومنذ هذا الموسم تحولت البطولة المغربية إلى "البطولة برو " التي تعني البطولة الاحترافي باللغة العربية.
يتكون قسم النخبة من 16 ناديا، وفي نهاية كل موسم يتأهل الفريق لبطل ووصيف البطل إلى منافسات عصبة الأبطال الإفريقية، أما محتلي الصف الثالث والرابع فيشاركان في البطولة العربية لأبطال وكاس الاتحاد الإفريقي، فيما يغادر صاحبا المركز الأخير وقبل الأخير صوب القسم الثاني أو "البطولة 2".
الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم
تأسست الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم سنة 1956 مباشرة بعد الاستقلال، بعد أن تسلمت البطولة المغربي من يد الاتحاد الفرنسي لكرة القدم الذي كان يشرف على 22 بطولة في عهد الحماية الفرنسية للمغرب، وقد أشرفت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم على البطولة المغربية كما أشرفت أيضا على 310 نادي، وكان فريق الوداد البيضاوي أول فريق يفوز بهذه النسخة الأولى من البطولة، أما كأس العرش التي كانت تعتمد منافستها على نظام الإقصائيات انطلقت للمرة الأولى سنة 1957.
وفي سنة 1959 انضمت الجامعة الملكية المغربية لمرة القدم رسميا للإتحاد الدولي لكر القدم "فيفا" كما انخرطت أيضا في الإتحاد الإفريقي للعبة "الكاف"سنة 1963.
منذ ذلك الحين ومع أندية كالوداد البيضاوي، الرجاء البيضاوي، وأولمبيك خريبكة عرفت الكرة المغربية تطورا كبيرا.
تألقتحت الإدارة التقنية لبلاغو جيفيدينيتش، عرف المنتخب المغربي بنفسه للعالم سنة 1970، بعد أن تمكن من تدوين أحد المباريات الخالدة للمنتخب المغربي، عندما واجه المنتخب الألماني، ورغم هزيمته بهدف واحد في الأنفاس الأخيرة من المباراة، أمام منتخب ألماني يضم كل من بيكنباور ومولر، إلا أن إفريقيا كانت فخورة بمنتخب أعطى درسا في كرة القدم لأحد أكبر المنتخبات العالمية، فقد أبان زملاء باموس على أن كرة القدم لا تعترف بالمستحيل مهما كنت قوة الخصم.
البطولة الإفريقيةأديس أبابا 1976 ، ارتبط هذا التاريخ بشكل لصيق لدى المغاربة بالبطولة الوحيدة التي حققها المنتخب المغربي في منافسات كأس إفريقيا للأمم، ففي هذه البطولة سطع نجم اللاعب احمد فرس الذي يعتبر أول لاعب مغربي يفوز بالكرة الذهبية وأول من ساهم في تحقيق أول لقب في هذه المنافسة والوحيد لحد الآن.
ستة سنوات بعد ذلك، أي في سنة 1982 تمكن المغرب من نيل الميدالية الذهبية في ألعاب البحر الأبيض المتوسط.
كأس العالمالزمان : 11 يونيو 1986، المكان : مدينة غوادالاخارا بالمكسيك، الحدث : المغرب ينازل منتخب البورتغال، فحسب المتتبعين فان المنتخب البرتغالي سيكون أمام مهمة سهلة، غير أن العكس هو الذي حدث، الفريق الإفريقي انتصر بثلاثة أهداف لهدف واحد، وتصدر ترتيب المجموعة، متبوعا بالمنتخب الإنجليزي، وهو ما جعل العالم لأكمله يصفق لأداء زملاء بادو الزاكي، كما دونت إفريقيا بكل فخر وصول واحدة من منتخباتها للدور الثاني من المونديال لأول مرة في تاريخها .
بعد مشاركة جد متواضعة في مونديال الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1994، عاد المغاربة بقوة سنة 1998 بفرنسا، زملاء نور الدين النيبت، قدموا صورة رائعة على كرة القدم المغربية، لعب لقاءا كبيرا ضد منتخب النرويج الذي تقاسم معه نقاط المباراة بعد تعادلهما بهدفين لمثلهما.
المباراة الثانية جمعت المنتخب المغربي، بمنتخب كبير من قيمة منتخب البرازيل، حيث انهزم المنتخب المغربي بثلاثة اهداف دون رد، غير أن العناصر الوطنية قدمت كل ما لديها في المباراة الأخيرة أمام اسكتلندا في سانت اتيان، و حققت انتصارا بينا إلا أنها أقصيت في نهاية المطاف وحرمت من بلوغ الدور الثاني، فقد كان يظن الجميع أن المنتخب المغربي سيوجه إيطاليا في دور الثمن غير ان سيناريو المباراة الأخرى لم يكن متوقعا بعد ان انتصرت النرويج على البرازيل.
هونري ميشيال، الناخب الوطني الذي كان يعلم أن فريقه أقصي من المنافسة ، بالرغم من انتصار عريض عل المنتخب الاستكلندي بثلاثة اهداف دون رد، لكنه لم يستطع أن يوقف دموعه الغزيرة، لأن هذه الهزيمة كانت بأسوأ طريقة يمكن تصورها.فما المعمول إذا؟؟ لوم البرازيليين الذين لم يقدموا ما استوجب عليهم أن يقدموه ، أو لوم الحكم الذي أعلن عن ضربة جزاء خيالية في آخر دقائق المباراة، لكن في جميع الأحوال فالنتيجة هي ذاتها، المغربة خرج من المنافسة بشرف كبير، كما سنتذكر دائما صلاح الدين بصير، مصطفى حجي،كاماتشو الذين رفعوا رأس الكرة المغربية وعرفوا بالثقافة الكروية المغربية.
رؤساء الجامعة منذ 1956
[th]الرؤساء[/th][th]فترة الرئاسة[/th]
أحمد اليازيدي (لجنة مؤقتة) | 1956-1957 |
عمر بوستة | 1957-1962 |
إدريس السلاوي | 1962-1966 |
مجيد بنجلون | 1966-1969 |
المعطي جوريو | 1969-1970 |
بدر الدين السنوسي | 1970-1971 |
أرسلان الجديدي | 1971-1974 |
عثمان السليماني | 1974-1978 |
الكولونيل المهدي بلمجدوب | 1978-1979 |
فضول بنزروال | 1979-1985 |
الكولونيل إدريس باموس | 1986-1992 |
الكولونيل ماجور حسين الزموري | 1992-1994 |
الجنرال دوكور دارمي حسني بن سليمان (لجنة مؤقتة) | 1994-1999 |
الجنرال دوكور دارمي حسني بن سليمان | 1999-2009 |
علي الفاسي الفهري | 2009-2013 |
فوزي لقجع | 2014- |